في ذكرى رحيل " الأستاذ" هيكل
- اليوم السابع
- السبت 18 فبراير 2023 - 17:59

مشاركة
مرت الذكرى السادسة على رحيل "الأستاذ" محمد حسنين هيكل الصحفي والكاتب والمؤلف الأهم في تاريخ الصحافة المصرية والعربية والأشهر عالميا. الصحفي القدوة بالنسبة لأبناء جيلي من الصحفيين الذين كانوا يتلمسون خطواتهم الأولى في بلاط صاحبة الجلالة في نهاية الثمانينات والتي تزامنت مع سنوات عودة " الأستاذ" الى التألق والتوهج والكتابة مرة آخري في الصحافة المصرية بعد خروجه من سجن السادات والافراج عنه مع تولى الرئيس الأسبق مبارك .
في تلك السنوات تسابقت الصحافة المصرية على دعوة الأستاذ هيكل للكتابة واجراء الحوارات الصحفية لأول مرة منذ أن عزله السادات عن رئاسة تحرير الأهرام عقب الخلاف بين الرجلين عقب حرب أكتوبر 1973 حول النتائج السياسية لحرب أكتوبر، وقرر السادات تعيينه مستشارا، واعتذر عن قبول المنصب وتفرغ للكتابة، وكان كل ما يكتبه ينشر خارج مصر وهو يعيش داخلها، وكانت النتيجة أن اعتقله الرئيس السادات ضمن اعتقالات سبتمبر 1981 .
انتظرنا كثيرا كتاباته في الصحافة المصرية في الثمانينات وجاءت سلسة مقالاته " مصر الى أين" في صحيفة أخبار اليوم والتي لم تكتمل لظروف سياسية خاصة بنظام الحكم وقتها. وبسببها عادت الأخبار الى الأرقام المليونية في التوزيع مرة آخري. واستضافته روز اليوسف في سلسلة جوارات أجراها أحمد حمروش و آثارت جدلا سياسيا كبير في أوساط الناصريين وخاصة بين هيكل ورجال الحرس القديم في زمن عبد الناصر بسبب موقف موقفه المؤيد للسادات في أحداث مايو 71. ولا أنسى ما كتبه و ذكره أحمد حمروش عندما سأل عبد الناصر لماذا جعل هيكل قريبا منه لهذا الحد، فأجابه: "هيكل هو الوحيد الذي فهمني وفهم ما يدور في عقلي قبل أن أترجم فكري إلى كلمات؛ إنه ببساطة يجلس في رأسي ".
أعاد الأستاذ الزخم الصحفي والفكري لأروقة صاحبة الجلالة وفوق منصات الندوات والمؤتمرات التي كان يحضرها وسط حشود الألاف من معجبيه وعشاقه وحتى من المعارضين لأفكاره وللزمن الذي يمثله
لحسن حظ جيلنا أن نجوم الصحافة المصرية من كبار الأساتذة كانوا في قمة التوهج والتألق في سماء الصحافة والكتابة المصرية وعلى اختلاف توجهاتهم...