رامز ليس أول ضحايا الملاكمة

لا يحتاج أى إنسان أن يعرف رامز حسام شخصيًا لتحزنه وتؤلمه وفاة ملاكم شاب لايزال فى السابعة عشر من العمر.. ففى نهائى بطولة الجمهورية للملاكمة للشباب منذ أيام فى طنطا، ظل رامز يتلقى الضربات القوية، وبعد نهاية اللقاء جلس منهكًا على أحد المقاعد وتقيأ قبل سقوطه فى الحمام مغشيًّا عليه.. وتم نقل رامز لمستشفى طنطا الجامعى، حيث تبين إصابته بنزيف فى المخ وبعدها مات رامز.. وبعيدًا عمن فقدوا إنسانيتهم ولم يعد للموت بالنسبة لهم جلال وهيبة، إنما مجرد فرصة لتبادل اتهامات وتصفية حسابات.. ودون انتظار للجنة تقصى حقائق شكّلها وزير الرياضة لمعرفة سبب وظروف وفاة رامز، يبقى أحد الأسئلة المهمة يتعلق بالملاكمة نفسها، وهل هى فعلا رياضة النبلاء وإحدى أقدم ألعاب التاريخ وأصبحت لعبة أوليمبية منذ 1904 وتم اختيار أحد نجومها محمد على كلاى كأعظم رياضى فى القرن العشرين، وكانت أكثر لعبة تلتفت إليها بحب واحترام سينما العالم.. أم أنها أكثر الألعاب عنفًا وقسوة ويفوز فيها الأكثر قوة وقدرة على إيذاء منافسه حتى لو كان الثمن فى النهاية هو موت هذا المنافس؟ !.

لم يكن رامز حسام أول ملاكم يفقد حياته بعد تلقيه ضربات قوية أصابته بنزيف فى المخ.. وفى القرن العشرين فقط، مات أكثر من خمسمائة ملاكم فى العالم، وكان من الممكن أن يتضاعف هذا الرقم لولا قانون ماركيز جلاتسبرى فى نهاية القرن التاسع عشر الذى نظم اللعب النظيف فى حلبات الملاكمة، وألزم كل الملاكمين بارتداء القفازات ومنعهم من استخدام الأحذية الكبيرة التى قد تؤذى المنافسين .

ومثلما مات رامز حسام فى طنطا بعد إصابته بالإغماء ونقله إلى المستشفى.. مات قبل أربع سنوات الملاكم الأمريكى باتريك داى فى شكاجو بعد ضربة قاضية فى الجولة العاشرة.. ولم يتحمل باتريك الذى كان فى السابعة والعشرين من عمره قوة هذه الضربة من تشارلز، فسقط على الأرض فى نوبة إغماء وتم نقله على الفور إلى المستشفى.. ورغم التدخل الجراحى العاجل لإنقاذه إلا أنه مات نتيجة نزيف فى المخ .

وغير باتريك وحسام، مات الملاكم البلغارى بوريس ستانوشوف بنفس هذا السيناريو الحزين.. والملاكم الأرجنتينى هوجو...

الكاتب : ياسر أيوب
سيعجبك أيضا
تعليقات الأعضاء
تنبيه هام: يؤكد موقع جريدتك اليوم أنة غير مسؤل عن صحة أو مصداقية هذا الخبر حيث تم نشرة نقلأ عن المصدر المشار إلية في المادة الإخبارية وأنة لا يتحمل أي مسؤلية قانونية أو أدبية قد تنتج عن أضرار ناجمة عن هذة المادة الإخبارية